الرؤية المصرية لتحديات المرحلة المقبلة
نص كلمة الوزير .. عمر سليمان أمام مؤتمر الحوار الفلسطينى بالقاهرة
أرحب بكم فى مصر أرض الكنانة
نجتمع اليوم من أجل أن نعمل معا بكل جدية ومسئولية للتوصل الى كل ما من شأنه أن يحافظ على الدماء الفلسطينية واننا نعمل بالثقة التى وهبها الله لنا فى انفسنا ، ومن أجل بناء الدولة الفلسطينية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى.
أيها الأخوة الأعزاء لقد حققتم انجازا يحسب للشعب الفلسطينى ، وسلطتة الوطنية عندما قدمتم نموذجا رائعا فى الانتخابات الرئاسية والمحلّية ، التى أثبتم خلالها أنكم قادرون على بناء دولة ديمقراطية مستقلة و نحن جميعا و باقتناع كامل ندعوكم الى مواصلة العمل لانجاح الانتخابات التشريعية و المحلية المقبلة ، والمشاركة فيها بفاعلية لاعلاء المصلحة الوطنية ، ودعم أمن المواطن الفلسطينى فى ظل سيادة القانون ، بعيدا عن أى مزايدات أو ذاتيات تأكيدا لوجود شريك فلسطينى مؤثر فى عملية السلام.
ان الحوارات الفلسطينية المسئولة التى تمت بالداخل برئاسة وتحت رعاية السيد الرئيس محمود عباس ، عكست قدرا كبيرا من النضج الوطنى ، وناقشت بمسئولية كاملة القضايا الحيوية للشعب الفلسطينى ، وأسفرت عن التوصل الى اتفاق على التهدئة ، فهيأت لعقد قمة شرم الشيخ فى ظل أجواء ايجابية حققت دعما دوليا غير مسبوق للقضية الفلسطينية وهو انجاز علينا أن نطوره و ننميه.
ان اجتماعنا اليوم يعد اجتماعا مصيريا تناقشرن فيه قضاياكم الحيوية ، وتتفقون فيه على قواسم مشتركة و أسس ثابتة تمكنكم من العمل الجاد فى المرحلة المقبلة ، ولا شك أنكم تواجهون تحديا كبيرافى هذا الشأن ، فشعبكم يراقبكم ويتطلع الى أن يسفر هذا الحوار عن نتائج ايجابية تحقق وضعية أفضل لهذا الشعب البطل فى كل المجالات ، وهو أيضا اجتماع يعكس شهادة أمام العالم بأننا نتطلع الى مرحلة جديدة يكتنفها السلام نستبدل فيها مناخ المواجهة والصراع و العنف بمناخ الحوار و السلام، من أجل تحقيق الحلم الفلسطينى بانهاء الاحتلال الاسرائيلى و اقامة الدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولا شك أن منطقتنا تواجه متغيرات اقليمية و دولية متسارعة بالغة الدقة ، لا مجال أمامنا الا أن نتعامل معها بكل موضوعية و عقلانية ومسئولية لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة فى السلام والاستقرار و التنمية ، خاصة الشعب الفلسطينى الذى من حقه أن نعمل على تحقيق آماله فى أن يحيا حياة كريمة فى اطار دولته المستقلة.
ان مصر التى تستضيف هذه المرحلة من الحوار ، على يقين أن ممثلى الفصائل الفلسطينية يعلمون حجم المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال الاسرائيلى ، ان مسئولية مصر الأخلاقية هى رفع المعاناة ، وانهاء الاحتلال البغيض ، ولذلك علينا اتاحة الفرصة أمام الجهود التى تبذل من أجل صياغة مناخ جديد يمكن من خلاله الوصول الى السلام العادل والدائم واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى دون تفريط فى الثوابت الوطنية.
ان المرحلة المقبلة تتطلب تحلى جميع القوى بمزيد من المسئولية ، وأن تتحرك بوعى وطنى كبير وأن تراجع الدروس المستفادة ، وأن تعظم من الايجابيات التى تحققت.
ان رؤيتنا لتحديات المرحلة المقبلة تؤكد على ما يلى:
-العمل على اعادة ترتيب البيت الداخلى للحفاظ على وحدة الصف الفلسطينى ، وضمان مشاركة كل القوى فى دعم القرار السياسى.
-ضرورة اللجوء الى الحوار فى كل مرحلة من مراحل النضال ، مع التمسك بالالتفاف حول القيادة الشرعية لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
-تهيئة المناخ أمام الانسحاب الاسرائيلى الكامل من قطاع غزة ،و شمال الضفة الغربية ، دون المساس بالوحدة السياسية و القانونية والتواصل الاقليمى بين الضفة و القطاع ، واعتبار هذا الانسحاب مجرد خطوة يتحتم أن تتلوها خطوات اخرى تؤدى الى انهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينية منذ عام 1967.
-تشجيع الجهود المبذولة من جانب كل القوى الدولية التى نثمن جهودها ،والتى تبدى اهتماما كبيرا للقيام بدور حيوى من أجل دفع عملية السلام ،وتحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة ، ولا شك أن علينا أن نبذل كل الجهد المستطاع من أجل جذب المجتمع الدولى لتفعيل جهوده بما يحقق مصالحنا وأهدافنا ، ويضمن فى الوقت نفسه ايجاد مناخ ايجابى لتفعيل خارطة الطريق ، بما يدفع الطرفين الى التفاهم بروح ايجابية تهدف لتحقيق السلام لا الانتقام ، والحل لا التعقيد ، والانجاز لا المزايدات ، ولننظر الى يوم يعود فيه أسرانا الى ذويهم مطمئنين آمنين عاملين من أجل رفاهية ورفعة الشعب الفلسطينى.
ان مصر قد وضعت لنفسها أهدافا لمساندة القيادة الفلسطينية من خلال البرنامج الأتى:
-المساندة السياسية فى كل المحافل الدولية و الاقليمية لتحقيق السلام العادل ، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
-تدعيم قدرات المؤسسات الفلسطينية بما يمكّنها من أداء دورها بفاعلية و ايجابية.
-تأهيل الكوادر الفلسطينية فى المجالات الادارية و القضائية.
-اعادة تأهيل وتدريب أجهزة الأمن الفلسطينية حتى تكون قادرة على ممارسة مهامها بكفاءة فى خدمة المواطن الفلسطينى.
- رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى.
- التوصل الى صياغة رؤية متكاملة حول كيفية مشاركة كل القوى و الفصائل فى الحياة السياسية ، ودعم القرار الفلسطينى، فى اطار حوار مسئول لترتيب البيت الفلسطينى الداخلى من كل جوانبه ، و استكمال عملية الاصلاح الشامل فى كل المؤسسات السياسية و الاقتصادية و الأمنية.
أيها الاخوة الأعزاء
اننا سوف نستمر فى التحرك معكم وبكم ، ودعم قضيتكم العادلة على كل المستويات الداخلية و الاقليمية والدولية حتى نحتفل جميعا برفع الراية الفلسطينية خفاقة على الدولة الفلسطينية التى نعمل جميعا على أن تكون دولة حرة كريمة كاملة السيادة.
"ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"
وفقكم الله وسدد خطاكم ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأربعاء 15 مارس 2005