اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية يعتبر النموذج الأبرز عربيا فى رهان بلاده عليه للقيام بأدوار دبلوماسية ، وحقق فى هذا الاطار نجاحا مبهرا فاستطاع من خلال نجاحه هذا أن يجعل جهازه يمسك بالملفات الأكثر خطورة على صعيد علاقات مصر الخارجية فيمسك اللواء سليمان- الذى أصبح معروفا حتى لبسطاء المصريين بعد أن كان اسم رئيس المخابرات العامة سرا من الاسرار الكبرى- الملف الفلسطينى الذى يعتبر بالنسبة لمصر واحدا من أهم ملفات الأمن القومى المصرى، من خلال معرفته الدقيقة بمختلف الفصائل الفلسطينية وقادتها ونقاط ضعفها وقوتها ، وهو مالاينافسه فيه شخص اخر، فكثيرا ما استطاع أن يلم شمل الفرقاء ، وجهوده الصادقة المخلصة فى هذا الاطار واضحة لجميع المراقبين ، بالاضافة الى أدوار الوساطة التى يقوم بها بين الفلسطينيين و الاسرائيليين.
اللواء عمر سليمان يلعب دور وزير خارجية على أعلى مستوى ، اشتباكه مع أى ملف يثبت الحضور المأمول والمتوقع من مصر ، فبعيدا عن الملف الفلسطينى ، هو معنى ايضا بالملف السودانى ، البوابة الجنوبية لمصر ، وصمام أمان شريانها التاجى أو المائى حيث منابع النيل فكثيرا ما قام بوساطات بين الحكومة السودانية والمعارضين بمختلف ألوانهم سواء كانوا جنوبيين أوغربيين فى دارفور أو حتى شماليين فى قلب الخرطوم.
كما يدخل اللواء سليمان بقوة على خط الأزمة اللبنانية السورية ، والصراع المحموم بين المعارضة والموالاة فى بيروت على السلطة وفى هذا المسار وردت تسريبات فى الصحافة اللبنانية والسورية أخيرا عن قيامه بزيارة لدمشق للضغط عليها لدعم توافق اللبنانيين على رئيس واحد قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للبلاد ،وهو ما من شأنه دخول لبنان فى منعطف خطير ،نذر الحرب الأهلية ليست بعيدة عنه . الحديث عن توجه سليمان الى دمشق لا لبيروت لأنه يرى الصورة جيدا ، يرى أن الحل و الربط فى الأزمة اللبنانية هناك .. عند بشار الأسد و آصف شوكت (رئيس المخابرات السورية) فى دمشق وليس عند الحريرى أو نصر الله، فهما منفذان لسياسات خارجية تملى عليهما.
المعطيات السابقة أهلت اللواء عمر سليمان ليكون الرجل القوى الذى يعتمد عليه فى الملفات الشائكة التى تكون مصر معنية بها اقليميا و دوليا.
ان صورة اللواء عمر سليمان الشخصية و أخبار مهماته الكبيرة هنا وهناك والتى تظهر كل فترة على صفحات الصحف كرجل مخابرات من الطراز الأول ومستشار للأمن القومى لم تجعل الرجل يخرج يوما عن طبيعته وشخصيته (كضابط مخابرات محترف) فهو يرفض الحديث عن عمله أو عن شخصه فى جميع وسائل الاعلام حتى ولو بكلمة واحدة.
الفجر 5 نوفمبر 2007